قصة فتـــــــــــاة بنى اســرائيل والراهب (برصــيصـــا)




 قال تعالى: فى سورة يوسف {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)



  إن العجب فى هذه القصه هو كيد الشيطان ومكره وصبره حتى يصل الى هدفه دون يأس منه وعندما نقرا الاحداث سوف نعلم ما هى مكائد الشيطان حتى وإن اضطر للعباده مثل المؤمن ليفتنه فصبر الشيطان هنا ما يثير العجب فى تلك القصه فكثيرا من البشر يقعون فى المعصيه الا من رحم ربى وان من الذنوب لمن هى ابتلاء من ابتلاءات الحياه....
وإن هذا العابد اشتهر بتقواه وقربه من الله حيث زهد الحياه وترك كل الدنيا بمتاعها واعتكف داخل صومعته لا يفعل شىء سوى عبادة الله سبحانه وتعالى وقد بلغ من عمر تعبده لله عزو جل اربعين عاما وفى بعد الروايات يقال ستون عاما من العباده ولم يقدر عليه ابليس وأعوانه...

وفى يوما جمع ابليس اعوانه وقال لهم:من منكم يقدر على هذا العابد ويجعله ياتى بكل الفواحش ما ظهر منها وما بطن ويجعله يترك تعبده واعتكافه؟

واذا بأحد الشياطين ويدعى (الشيطان الابيض) فقال:أنا اتكفل به وكان هذا الملعون من يتصدى للأنبياء والمرسلين.....فقال له ابليس لعنة الله عليه
إذهب اليه ولا تعود الا وانت رابح وجعل الراهب خاسر........
ذهب الشيطان وتمثل فى صورة بشر وذهب الى الراهب وهو قائم فى صومعته وكان برصيصا يصلى عشرة ايام متواصله ويرتاح بعد العشرة ايام يوما واحدا .
دخل الشيطان الى الصومعه وبدأ ينده على العابد يا برصيصا مرة تلو الاخرى والعابد مستمر فى عبادته تقرب الشيطان من العابد اثناء صلاته وبدأ يصلى معه واستمر على ذلك مدة الاعشرة ايام التى يقوم فيها الراهب من عبادته وفرغ الراهب من عبادته
والتفت اليه وسأله من أنت؟ وماذا تريد؟ فرد اللعين قائلا انى اريد ان اتمثل بك واتعبد مثلك حتى احظى برضا الله كما تبغى أنت ايضا.

تركه العابد ولقد زاد فى صلاته وفى عبادته وبدأ فى الزياده لاربعين من صلاة وصياما وكان الشيطان يفعل كما يفعل الراهب يصلى معه ويصوم ويفطر معه وبقى على هذا الحال سنه كامله من عبادة مستمرة مع الراهب وفى يوما قام الشيطان من عبادته قائلا للعابد
كنت احسبك اكثر تعبدا وورعا مما سمعت عنك وبأنك تعبد الله ولم أعلم بأنك ذلك الضعف فى عبادتك وسوف اتركك واذهب لابحث عن غيرك يكون اكثر منك تعبدا.
اندهش الراهب مما يسمع وقال له :ماذا تقول؟
قال:أريد ان ابحث عن غيرك يعبد الله اكثر منك.
قال له العابد:إجلس .وكأن العابد قد تشوق اليه.

قال له الشيطان:لا انا سوف ابحث عن غيرك اتركنى لاذهب ولكن قبل ذهابى لأعلمك كلمات ينفعك الله بها ان قلتها.
قال العابد :وما هذه الكلمات.
 قال: كلمات إذا قلتها على مريض شافاه الله، وإذا قلتها على مبتلى عافاه الله، قال: وما هي هذه الكلمات؟

فقالها له وتركه وذهب الى كبيره ليعلمه بما صنع مع الراهب .
ودخل الشيطان على ابليس اللعين وكان كما قال رسولنا الكريم بأن ابليس عرشه على الماء قال: (إن لإبليس عرشاً على الماء يجمع فيه أعوانه والمردة من الشياطين، ثم يرسلهم على بني آدم ) يرسلهم على فلان المصلي، وعلى فلان الصائم، وعلى فلان الراكع، وعلى فلان الساجد، وعلى فلان الذي أسلم حديثاً أو قديماً ليضلهم عن سبيل الله.
فدخل الشيطان بوجه متهلهلا ويشعربلانتصار وسأله ابليس ماذا فعلت مع ذلك الراهب .
قال :قد اهلكته
قال ابليس :كيف  هذا؟!!! فرد قائلا اصبر وذهب الشيطان اللعين الى رجل بين الناس خنقه وصرعه وفسقط مجنونا .وتمثل الشيطان فى صورة طبيب وبدأ الناس يبحثون عن طبيب وتواجد الشيطان امامهم وقال لهم أنا اعالجه وأطببه.... جاء الناس بالرجل المريض وللنظر الى مكر اللعين وخططه المتصلة ببعضها فقال لهم الطبيب: إن به جنوناً لا يقدر عليه إلا رجل واحد من الناس
قالوا: ومن هو؟
قالوا: برصيص العابد، يقدر عليه ويعالجه، فذهبوا به إلى ذلك العابد
فقرأ عليه تلك الكلمات، فتخلى الشيطان عنه
فإذا به يرجع معافىً كما كان، فخنق الشيطان ثالثاً، ورابعاً، وخامساً

فانتشر بين الناس أن هذا العابد عنده كلمات إذا قرأها على رجل مريض شافاه الله
وبدأ يشيع فى المدينه سيط العابدوقدرته على الشفاء من الجنون او المس الذى يقوم بها (الشيطان الابيض اللعين)
وكان العابد يرفض ان يعالج النساء وبدأ الناس يتحدثون عنه أكثر وأكثر وازدادد سيطه وحب الناس له.
كان فى المدينه اخوة ثلاثه ولهم ايضا أخت وحيده تعيش معهم وكانو هؤلاء الاخوة ليس لهم احدأ فى المدينه وكانو مضطريين الى سفر  وكانو لا يعلمون من يمكنه ان يأمنوه على اختهم فى غيابهم حيث بأنهم لا يمكنهم ايضا ان يأخذوها معهم.

ففكرو الاخوه الثلاثه فى العابد (برصيصا) ليئتمنوه على أختهم طوال فترة سفرهم .
وذهبو فعلا الثلاثه الى العابد ليطلبو منه هذا الطلب فرفض العابد وبشده وفى نفس الوقت اللعين يتابع من بعيد وجاء فى هيئة الزاهد الذى كان يجالس العابد (برصيصا) وسمع الوار من الاخوة والعابد سمع وظل صامتا لا يبدى رأى وانصرف ألاخوة الثلاثه من عند العابد يتفكرون فى أختهم وهما ماذا فاعلون بها ومن يمكنه ان يأتمن عليها .
وفى نفس الوقت كان اللعين يمارس الاعيبه ورد قائلا للعابد لماذا رفضت طلبهم كانت الفتاه ستكون بمثابة أمانة عندك تحفظها من غدر الدنيا وذئاب بشرها وأنت ترى بنفسك كثرة الفواحش فى بلدنا .
قال (برصيصا) وكيف لى ان اختلى بأمرأة فى صومعتى .
رد الشيطان وقال له من قال لك ان تبقيها معك بجوار صومعتك غرفة خاليه اتركها بها تعيش فيها وأما عن اطعامها فيمكنك ان تضع لها الطعام على الباب دون ان تدخل لها ولا تراها ولا تراك وتبقى انت فى صومعتك وفى عبادتك.
فكر العابد (برصيصا) فى هذا الرأى ووافق عليه وذهب الى الاخوة وقال للهم بأنه وافق على طلبهم ورجع العابد وجهز الغرفة المجاوره لصومعته لاستقبال الفتاة بها.
أيام وجاءو الاخوة بأختهم أمانة ووديعة عند الراهب وكان هو فعلا اهلا لها لولا اللعين اعاذنا وأعاذكم الله منه.
دخلت الفتاه الى الغرفه مع اخواتها ولم يقترب الراهب من مكانها وطالب اخواتها بان يدخلوها بنفسهم ووجدو فى الغرفه كل احتيجاتها واطمئنو اكثر لرؤيتهم الراهب تجنبه حتى رؤية اختهم وشكرو زهده وورعه تركو لها بعض الاموال وذهبو الى رحلتهم
وكان الراهب فى صومعته ومعه نزيل الشوم يتعبد ويزهد معه وفى يوم قال له أذهب الى الغرفه واطرق بابها وأطمئن على أمانتك فنحن لانعلم عنها شىء منذ وصولها ولا تدخل اطرق فقط وان ردت اعلمها بوجودك وأخبرها بأن لا تفتح بابها وبأنك فقط تطمئن على أخبارها واترك الطعام الكافى لها طوال فترة صلاتنا .
ذهب العابد وفعل مثل ما قيل له ولم يتخيل أبدا ما يقوم به من أجله من حيلا ليوقعه فى معصية كبرى وأنه مسلط عليه من إبليس لعنة الله عليه.
ورجع العابد الى صومعته وانشغل فى عبادته ومعه الشيطان ومرت شهور وانظر الى الصبر وطولة البال من الشيطان وأذا به يقول له لن تخسر شيئا ان تركت الفتاه بعد طول هذه المده انت تفتح بابها لتستنشق الهواء فهى مسكينه شهور وهى مسجونه 
اذهب اليها واطلب منها وارحل من أمامها واتركها للحظات ترى الهواء وبعد ذلك ترجع لمكانها.
استمع الراهب لكلام الرجل المصاحب له وفعل بالفعل وكانت كل يوم تخرج الفتاه لوقت قصير م الغرفه وتعود مرة اخرى الى مكانها .... وفى يوما كان فى نفس الوقت التى تخر فيه الفتاه خرج العابد من صومعته ولمحها وكانت المرة الاولى التى يراها فيها وقف العابد ينظر الى الفتاه للحظات وافاق لنفسه وجرى مسرعا الى صومعته واستغفر ربه وبدأ العابد فى تعبده وصلاته وبدأ فى التنازلات واحدة تلو الاخرى عن طريق ما يقوم به الرفيق السوء والشيطان الملازم له .
وبعد فترة قال له انت تضع الطعام امام الباب وتنصرف ولا تتحدث اليها وتسألها ان كانت تبغى شىء ما المانع ان تسألها حتى لا تشعر بانها ثقلا عليك رد الراهب (برصيصا) فى الصباح اذهب اليها وأسلها عمن تريد وتحدث الراهب الى الفتاه وسألها عن طلباتها ورجع وهى تشغل باله وبدا الضعف يدخل الى قلبه وبدأ ينشغل بها واللعين مستمر فى الحيل وتدابيرها واستمر الحال حتى جاء له فى يوم وقال له ادخل عندها وانت فاتح باب غرفتها يراك الماره وتطمئن هى بك حتى لا تشعرها بوحدتها وفراق اخواتها
وفعل الراهب بالفعل .
واذا به يقول الشيطان له لا لا إن تركك للباب مفتوح اثناء جلوسك معها ويشاهدك الماره عندها ما يثير الاقاويل عليها عندما تذهب اغلق الباب حتى لا يجرحها احدا بأى حديث انت تعلم الناس وأقاويلهم.
وهنا اغلق الراهب الباب وانفرد هو والفتاه وصدق رسولنا الكريم(ما اجتمع رجلا وأمراءة الا وكان الشيطان ثالثهما)
ووقع الراهب بالفتاه وحملت منه واصبح يتردد عليها حتى علم بحملها ذهب مسرعا الى الرفيق الملازم له ويسأله ماذ يفعل فيما وقع فيه فقال له ان هذا لامر عظيم فليس هناك حلا سوى قتلها ودفنها وهى ووليدها فى غرفتها ويموت معها سرها وعندما يرجعو اخوانها تقول لهم بانها ماتت ولن يظنو بك شيئا  وبالفعل ذهب(برصيصا) وقتل الفتاة وحفر لها فى غرفتها وقام بدفنها هى ووليدها وكانت ايام رجوع اخوتها قد حان وبالفعل رجعو الى العابد ليأخذو أمانتهم ويسألو عن اختهم وقال لهم مثل ما قيل لهم 
استرجعو الله ورجعو الى بيتهم ونامو الثلاثه وأذا بالشيطان ياتى لهم فى منامهم ويخبرهم بقصة اختهم ويخبرهم حتى عن مكان دفنها ولماذا وكيف قتلها الراهب وقامو جميعا فزعيين من نومهم واخبرو كلا منهم الاخر بما رأو وذهبو الى الغرفه ليتحققو مما راوه فى مناهم ووجدو اختهم فى حفرتها وبجوارها طفلها وذهبو الى العابد وامسكوه واخبروه بما رأوه وحبسوه فى صومعته حتى يحين وقت القصاص منه وذهبو الى قاضيهم ليخبروه وعندئذا جاءت اللحظه الحاسمه ودخل له الشيطان وافصح عن حقيقته للعابد وقال له اتريد ان تنجو من هذا قال له نعم قال اذا أئمرك ان تسجد لى وفعل العابد وسجد للشيطان لينقذه من قتله على يدأخوات الفتاه ولكن!!
تركه الشيطان وخرج من صومعته وفتح الباب لأخوان الفتاه وأشارإليه وقال هذا قاتل اختكم أثأرو منه مما فعله بكم وقتلوه ومات العابد على الكفروضاعت كل سنوات العباده فى أياماً معدودات 

 


التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات: